منتدون يخرجون بالبيان الختامي والتوصيات في الندوة الإقليمية الافتراضية الأولى “كورونا وآثاره في المجتمع”

* عمان – مركز الإمام الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، والصلاة والسلام على رسول الهدى، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن الله تبارك وتعالى قد يبتلي العباد ويمتحنهم؛ ليعلموا فقرهم وحاجتهم إليه ، وأنه لا غنى لهم عنه ، رغم ما تقدموا فيه من العلم، ورغم ما وصلوا إليه من الطب، ورغم ما عندهم من المال، فإن ذلك كله يبقى حائلًا دون كشف الكربات وقضاء الحاجات، فلا يكشف الضر إلا الله ، ولا يدفع البلاء إلا الله ، ولا يشفي من المرض إلا الله القائل: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ والقائل: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ والقائل: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾، وقد عالج الإسلام موضوع الأوبئة، وذلك قبل وقوع الوباء، وبعد وقوعه وانتشاره؛ فقبل وقوع الوباء لا بد للمسلم أن يعلم أن القضاء كله خير وإن رآه شرا، ومن أركان الإيمان الإيمانُ بالقدر خيره وشره، فالمرض من الله والشفاء من الله، والموت من الله والحياة من الله، فهذا من الثوابت التي لا ينازع فيها مسلم في اعتقاده، وأن الله تعالى إذا أنزل المرض، فهو الذي أنزل الشفاء منه، علم ذلك من علمه وجهله من جهله؛ فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء”، وفي مسند الإمام أحمد عن أسامة بن شريك قال: “كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: نعم، تداوَوا عباد الله؛ فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم”، وفي مستدرك الحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام وهو الموت”. وفي ظل هذه الأزمة ارتأى مركز الإمام الشافعي إقامة ندوته العشرين (الافتراضية الأولى) تحت عنوان: “كورونا وآثاره في المجتمع” في يوم الأربعاء ٢٧/رمضان/١٤٤١-٢٠٢٠/٥/٢٠. حيث اشتملت على أربع أوراق بحثية كانت كالتالي:
الورقة البحثية الأولى :”البلاء سنة كونية وسبل دفعها” لسعادة الدكتور حسين الدريدي من الأردن.
الورقة الثانية: “(كورونا) أحكام استثنائية” لسعادة الدكتور عبدالله ويسي من كردستان/العراق.
الورقة الثالثة: “الآثار الإيجابية والسلبية ل (كورونا)” لسعادة الدكتور وحيد الشافعي من مصر.
الورقة الرابعة: “(داعش) ومواقفهم من المجتمعات خلال ( كورونا)” لسعادة الدكتور سمير مراد من الأردن.
ثم خلص الباحثون للتوصيات التالية:
١. ضرورة اللجوء إلى الله جل شأنه في حال البلايا والرزايا، والعلم بأن الله جل وعلا وحده القادر على دفعها ورفعها.
٢. الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية لتحمل ظروف البلاء، والخروج منه.
٣. ضرورة إعادة النظر في منظومة الدراسات الشرعية، مع التضلع الكامل في علم المقاصد من أجل غلبة العقل على العاطفة و المبادرة إلى قبول الاجتهاد الإبداعي في النوازل الفقهية.
٤. على كل إنسان إعادة النظر في علاقته بالله وبالإنسان والكون والحياة، وفق الناموس الكوني والشرعي معا.
٥. على الإنسان ألا ينسى شكر الله تعالى في السراء، والصبر في الضراء.
٦. الالتزام بأوامر وتعليمات ذوي الاختصاص وأولى الأمر للخروج من حال الوباء أو الابتلاء، وأنه يجب على كل إنسان وجوبا مؤكدا الالتزام بالنصائح والتوصيات التي تمليها وزارة الصحة في كل دولة، وكذلك النصائح والتوصيات التي تبثها منظمة الصحة العالمية من الالتزام بعدم الخروج من المنزل إلا لضرورة.
٧. ضرورة على كل دولة أن تعيد النظر في إعادة تخصيص مواردها بعد تلك الجائحة.
٨. ضرورة إعداد برامج ومشاريع جديدة للاستغلال الأمثل للموارد المالية والبشرية في جميع المجالات كالصحة والتعليم والسياحة…إلخ.
٩. عمل صندوق للنوازل والطوارئ من الصدقات يُنفق منه للمتضررين من جائحة كورونا وغيرها من النوازل التي تضر بالناس.
١٠. النظر في الإيجابيات وتعظيمها والاستفادة منها، وفي السلبيات والعمل على تجنبها بقدر الإمكان وعدم تكرارها.
١١. أهمية توعية المجتمع من أن أهل التطرف لا يراعون حرمة للزمان ولا للمكان ولا للأشخا…

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى