الجمعة السوداء

يسرا ابوعنيز – الجمعة السوداء، او الجمعة البيضاء في الأردن،والتي صادفت يوم امس،حيث أن معظم المولات التجارية، والأسواق الكبرى قد قامت بطرح عروضها، سواء على الالبسة، والأجهزة الكهربائية، وباسعار في متناول الجميع، لدى معظم هذه المحلات.

هذه المحلات التجارية،والمولات قامت بهذه العروض الخاصة ببضائعها، بعد أن وصل اصحابها الى طريق مسدود للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها هذا القطاع، ولعل هذا الأمر اتضح من خلال كلام معظم التجار، والذين اكدوا بأنه لم يكن امامهم سوى هذا الخيار، لوجود التزامات مالية مترتبة عليهم.

العروض في بعض المحلات التجارية، والمولات وصلت إلى ما نسبته 90 بالمئة على بعض القطع،وكذلك الأجهزة الكهربائية، والملابس، كما أن هناك عروض قد تصل إلى 50 بالمئة،الأمر الذي تسبب بأزمة خانقة في الطرق المؤدية للمولات، وداخل المولات، نتيجة للإقبال الشديد من قبل المواطنين على عملية الشراء.

الغريب في الأمر أن بعض المحلات، وبخاصة محلات الملابس، والأحذية، ورغم عروضها التي اعلنت عنها، غير أن اسعارها لا تزال مرتفعة جدا، بالنسبة للمواطنين من ذوي الدخول المتدنية، والمتوسطة، حيث أنه ورغم العروض المعلن عنها، الا انها ليست معقولة، ورغم ذلك لم يمنع هذا الأمر من وجود الأزمات امام، وداخل المولات التجارية.

غير أن فكرة الجمعة السوداء، او الجمعة البيضاء، والتي تعتبر حديثة الى حد ما في المجتمع الأردني، رغم وجودها منذ فترة طويلة في المجتمعات الغربية،يبدو انها قد اخذت صداها في الأردن، وبخاصة ما يتعلق منها بمحلات بيع الملابس والتي يجد اصحابها هذا الأمر فرصة لإنقاذ وضعهم الاقتصادي.

ولكن بما ان الأوضاع الإقتصادية صعبة لدى شريحة كبيرة من المواطنين في الأردن، فلماذا كل هذا التهافت من قبلهم على المحلات التجارية، والمولات الكبرى؟ وبخاصة في العاصمة عمان من قبل الكثير من المواطنين، سواء قام هؤلاء بالشراء، او لم يشتروا من هذه السلع، والمواد التي شملها هذه العروض، ولماذا كل هذا التهافت، والذي احدث ازمة، وازدحامات في هذه المولات، وكذلك في المناطق المؤدية اليها، او تلك القريبة، او المحيطة بها؟.

وهل حققت مثل هذه العروض، في هذا اليوم، يوم الجمعة البيضاء، او الجمعة السوداء الهدف المرجو منها؟،وهل كانت هذه العروض بالمستوى الذي يتناسب مع هذا اليوم، وبحجم الازدحامات التي كانت في الأسواق الأردنية، ومع مستوى الدخل للمواطن الأردني،وبخاصة اولئك الذين يعانون من ضيق ذات اليد؟، وهل سيعزز هذا الأمر وضع التجار في الأردن، لانقاذ وضعهم المتردي؟.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى