قرية الطفل.. كرنفال ثقافي يجتذب الأسر الزائرة لمهرجان الظفرة 2019

استقطبت المسابقات والبرامج التراثية المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة 2019 بدورته الـ 13، والتي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الآلاف من الأطفال وأسرهم من زوار المهرجان من داخل الدولة وخارجها بما تقدمه من أنشطة متنوعة داخل جناح قرية الطفل.

وتحرص لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، المنظمة للمهرجان، على تقديم باقة متنوعة من الفعاليات والبرامج التي تلبي احتياجات زوار المهرجان من مختلف الجنسيات وكل الأعمار، وهو ما أسهم في توافد الآلاف من الزوار والمشاركين على قرية الطفل للاستمتاع بتلك الفعاليات المتميزة.

 وتنوعت الفعاليات داخل القرية بين مسابقات تنافسية حيث يتم توزيع الأطفال على مجموعات تتنافس فيما بينها وبين أسئلة ثقافية وتاريخية وتراثية ينال الفائز فيها مكافآت مادية وهدايا تحفيزية للأطفال.

 وقال عبدالله القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في اللجنة، أن البرامج والأنشطة والفعاليات المقدمة في قرية الطفل تستهدف تنمية مهارات الأطفال الإبداعية والتفكيرية من خلال أنشطة ثقافية وتراثية وتاريخية واتسمت بالإثارة والمتعة والحرص على غرس القيم والعادات والتقاليد في نفوس الأطفال من خلال باقة متنوعة ومشوقة ومتميزة من الفعاليات الجذابة.

 وبين القبيسي أن القرية أضحت تشكل منصة مفتوحة للتعليم بأسلوب ترفيهي يتوافق مع التوجهات الحديثة للتعلم اللاصفي، لتساعد القرية على تحقيق أهداف التعلم الحديثة في المدرسة الإماراتية، مشيرة إلى أن القائمين على القرية يحرصون على تشجع الزوار والمشاركين في الفعاليات على البحث والاستكشاف والتفكير الإبداعي من خلال الألعاب الترفيهية، ليخرجوا بمعلومة تراثية وثقافية مفيدة، ويحصل الأطفال على العديد من الجوائز القيمة من خلال مشاركاتهم في المسابقات المخصصة لهم.

 من جانبها أشارت ليلى القبيسي، مسؤولة قرية الطفل في مهرجان الظفرة، إلى أن الفعاليات التراثية والثقافية المقامة استطاع على مدار الأيام الفائتة من المهرجان جذب جميع الأطفال من زوار المهرجان وذويهم من عشاق التراث والأصالة والمتعة، حيث تضمنت الكثير من الأنشطة والمسابقات والفعاليات الشيقة التي استمتع بها الجمهور.

وأوضحت القبيسي أن قرية الطفل تضم العديد من الفعاليات القيمة، منها مسابقة المرسم الحر، والتي من خلالها يبرز الأطفال مواهبهم في عالم الرسم والتلوين، بالإضافة إلى عروض تراثية ومسرحيات مختلفة، وعروض الخفة، وشخصيات متحركة للأطفال، فضلاً عن الأسئلة المتنوعة مع جوائز قيمة، بما يعكس سعي اللجنة التنظيمية في العمل على تحقيق طموحات أكبر شريحة من هذه الفئة من خلال تعريفها بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وذلك بهدف تحقيق أهداف المهرجان باعتباره ملتقى لتعزيز الروابط الأسرية.

زوار المهرجان: قرية الطفل تساهم في ترسيخ العادات والتقاليد لدى الأطفال

قال محمد العامري، أحد زوار القرية الذي اصطحب أطفاله من أجل الاستمتاع بالفعاليات، إنه حريص على متابعة المسابقات والأنشطة التي تقام في قرية الطفل حيث يستمتع أطفاله بما تقيمه من فعاليات وبرامج وأنشطة متميزة تثري معلوماتهم وتجعلهم يكونون صداقات ومنافسات مع أقرانهم.

 ويرى سالم عبيد، أحد زوار المهرجان، أن ما تقدمه قرية الطفل من فعاليات متنوعة يؤكد حرص اللجنة المنظمة على الاهتمام بالتراث والثقافة وغرسهما في نفوس الأجيال من خلال باقة متنوعة من المسابقات والأنشطة المختلفة، مشيراً إلى أن الطقس الرائع الذي تشهده منطقة الظفرة في الفترة الحالية يشجع الكثير من الأسر على الذهاب إلى المهرجان الذي أضحى يتمتع بشهرة واسعة.

ومن ناحيته قال أحمد عبدالمولى، أحد زوار المهرجان، أن مهرجان الظفرة لم يعد مجرد مهرجان سنوي بل أضحى من أهم الاحتفالات الكرنفالية التي تنتظرها الأسر المواطنة والمقيمة لاسيما وأنه يتزامن مع الإجازة المدرسية الأول للعام الدراسي الحالي حيث يعد فرصة سانحة لقضاء أوقات ترفيهية ممتعة.

وتقدم قرية الطفل ضمن مهرجان الظفرة أسلوبا مميزا في تعليم الأطفال والنشء التراث والعادات والتقاليد، وذلك من خلال ما تقدمه من برامج ترفيهية متنوعة، حيث حرصت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية على تعدد الفقرات المقدمة للأطفال والشباب وأسرهم.

مسابقة اللبن الحامض تعيد مهنة الاجداد للمهرجان

نجحت مسابقة اللبن الحامض والتي انطلقت خلال فعاليات الـ 13 من مهرجان الظفرة، بتاريخ 12 وحتى 20 ديسمبر، في اعادة مهنة الاجداد، من خلال تعريف الجمهور بالتراث الثقافي الإماراتي الذي تزخر به دولة الإمارات، حيث كان يقوم الاجداد بتحويل الحليب إلى لبن حامض أو رائب نظرا لحاجتهم قديماً لحفظه من التلف، حيث لم تكن هناك كهرباء للبرادات للحفظ.

وتعلمت المرأة في السابق، كيفية حفظ اللبن حتى لا يفسد، ثم تحويله بعد فترة لمنتجات جامدة، أو ما يسمى في بعض الدول جميد، مثل الإقط أو اليقط والشنكليش، وقد بقيت هذه المنتجات تتشابه فيما بينها في الدول العربية، من حيث الشكل والمذاق والفائدة الغذائية.

وشهدت مسابقة اللبن الحامض امس، إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الذين عملوا على تعبئة الحليب الحامض في علب بلاستيكية خاصة بالمياه، واستقدامها إلى موقع المهرجان للمشاركة في هذه الفعالية التي شكلت حدثاً متميزاً، لما تمثله من قيمة معنوية لهم في مجال المحافظة على الإنتاج المحلي من اللبن، وتعريف الجمهور بالتراث الثقافي الإماراتي الذي تزخر به دولة الإمارات.

وأوضح عبيد خلفان المزروعي، مدير ادارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، ان جوائز المسابقة لهذا العام وصلت قيمتها الى 50 ألف درهم لعشر فائزين، تم توزيعها كما يلي، الفين درهم للفائز بالمركز الاول، و1700 درهم للفائز بالمركز الثاني، و1500 درهم للفائز بالمركز الثالث، و1300 درهم للفائز بالمركز الرابع، و2500 درهم موزعة على الفائزين بالمركز الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر، بواقع 500 درهم لكل فائز منهم.

وأضاف أنّ هذه المسابقة تمثل صورة جميلة باقية لنا من زمن الأجداد، نستمتع بها نحن أبناء الإمارات، خاصة أن اللبن الحامض كان منذ القدم رفيق درب الآباء والأجداد، يعتمدون عليه في غذائهم صباحاً ومساء وحتى في الظهيرة يأكلونه إلى جانب التمر، ليمنحهم مذاقاً متميزاً ورائعاً حلواً وحامضاً، وتنال النكهة شهرة واسعة اليوم، فيما كانت في السابق معروفة من خلال اللبن، كما يستغل العديد منهم هذا اللبن في تحضير اللبنة والقشدة والسمن وغيرها.

وأكد عدد من زوار المهرجان، حرصهم على متابعة فعاليات المسابقة، التي عرفتهم عن كثب بحياة الاجداد الشاقة، حيث بينت لهم مدى صعوبة الظروف التي عاشها الاجداد في الماضي لتوفير متطلباتهم اليومية، املين عودة هذه المهنة المندثرة الى الاسواق كونها مرتبطة ارتباطا كبيرا بالموروث الشعبي في الدولة، مما يضمن لها الاستمرارية. 

شابات يؤكدن حرصهن على التواجد في سوق الظفرة التراثي بالمهرجان

 وسط أجواء من التراث وحضور مميز من شابات المنطقة وضيوفها، أكدن عدد من الشابات القادمات لزيارة مهرجان الظفرة 2019، حرصهن على متابعة فعاليات سوق الظفرة التراثي بشكل يومي، معتبراته بأنه أيقونة للموروث الثقافي في قالب مشوق وترفيهي يعلمهن الكثير من العادات والتقاليد.

وقالت مريم سيف، من مدينة زايد، إن السوق الشعبي هذا العام يتضمن إقامة العديد من المسابقات لعدد من الحرف النسائية التراثية، ومنها مسابقات العطر، خياطة الثوب، الدخون، أجمل زي تراثي للأطفال، سف الخوص، التلي، أجمل زي تراثي للنساء، حلو التمر، حيث شارك فيها عدد كبير من العارضات والخبيرات التراثيات، اللواتي قدّمن أفضل ما لديهن في سبيل تعزيز إرث الأجداد والفخر به ورفع مكانته عاليا في كافة المحافل المحلية والعالمية.

وأكدت الشابة عليا الحمادي، من مدينة المرفأ، أنها حريصة على زيارة المهرجان بشكل سنوي لكي تتعلم مع أخواتها إرث الأجداد من نخبة المشاركات في السوق الشعبي  كون تلك الحرف التراثية جزءا مهما من تاريخنا نعتز به، كما أنها تكشف جانبا من أساليب الحياة القديمة التي اعتمد عليها أهل الإمارات في تسيير أمور حياتهم.

 وقالت هيفاء علي، من الأردن، إنها سعدت كثيراً بالمعروضات التي يقدمها السوق الشعبي في المهرجان من دخون وعطور ومشغولات يدوية مدهشة أبدعتها أيادي نساء الإمارات وسط إقبال جماهيري لافت للمشاركة في المهرجان الذي تركز فعالياته وأنشطته على النخلة ومنتجاتها ومسابقاتها إلى جانب المشغولات والمنتجات التراثية التي نجحت الخبيرات التراثيات في عرضها على الجمهور من مختلف الجنسيات عبر ورش عمل حية تبهر الحضور وتعلمهن فنونا مختلفة.

وأوضحت ميثا المزروعي، من أبوظبي، أن كافة المنتوجات المعروضة تحتاجها المرأة الإماراتية في منزلها فمن الجيد تعلم  كيفية صناعة العطور والدخون التي تعتبرها المرأة الإماراتية من أساسيات الحياة بالنسبة لها أو للمنزل الذي تعيش فيه، حيث إن البخور تعتبر طقسا يوميا في حياة الإماراتيين ويستخدم في كافة المناسبات الاجتماعية والأعراس، وهو ما ينطبق أيضاً على العطور التي لا يخلو أي منزل منها خاصة بالنسبة للعطور العربية المعتمدة على العود والعنبر والورد والريحان من خلال إضفاء لمسة أناقة عربية أصيلة عليها ينبغي للأجيال الشابة تعلمها .

  وأشارت ليلى إبراهيم، من مصر، أن سوق الظفرة التراثي يتيح الفرصة للتلاقي المباشر بين ملامح الحياة القديمة والصناعات اليدوية التي اعتمد عليها أهل الإمارات لفترات زمنية طويلة، وبين الأجيال الجديدة من أبناء الإمارات والمقيمين والسائحين من كل الجنسيات الذين أبدوا إعجابهم بهذا التنوع في معروضات السوق، وما يعكسه ذلك من قدرة الإنسان الإماراتي على استعمال المفردات البيئية البسيطة في صناعة أدوات وأساليب حياة ساعدته على تلبية كافة احتياجاته اعتماداً على المكونات الموجودة في البيئة المحيطة.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى