مَسكَن المَوت

أنا تائهة من جديد، أصبحتُ مُجرد جثة مركودة أوشكت على النفاذ مُرتمية في زاوية الغرفة، تنام بعد قليل من شدة التعب أو لا تنام، ولا أحد يهتم بأمري أبداً، أصبحتُ كقطعة اسفنج لا مبالية في تلك الحياة، أتشرد في سَقفَ غرفتي إلى ساعات طوال، لا أعلم ماذا أفعل سِوى أنني أقوم للمرآة وأنظر في ملامح وجهي الشاحب مخطوف اللون وأتمعن في تلك الحُفر التي اسُميت بعينيّ، لم يتبق أثراً لعينيّ لم يتبقى سِوى الرماد الأسود تحتهما وأعود وأنظر مرة أخُري في شفتيّ المتجرحتان اللتان تنزفان من الدم المصبوغ على أرجاء وجهي أثر التلطيخ، ومرة أخُرى أتمعن وأتمعن وبعد قليل أرى الدموع تنهمر من هُنا وهناك، لا أعلم ماذا أفعل سِوى أن أبكي لعل الفرج يأتي قريباً، فأصبحت وجنتي مجُرد عظام لا ترى من وجهي سِوى تفاصيلَ غير واضحة كالغباش، أعود وأتفكر وأردد مع نفسي كتلك المجنونة التي فقدت عقلها لثوانٍ قليلة أتخبط بيداي على وجهي التي ذكرتُ سابقاً أنه شاحب اللون، لونه أسود كالرماد لم يتبقى في جثتي الهامدة سِوى يداي التي تبرز منهما عُروقي الملونة كلونِ قوس قزح المرتمياتِ في الأرض، لم يتبقى فحسب، لم يتبقى على أثري إلا قليلاً أوشكت أن أنفذ للنهاية كبطارية هاتفي 🧡.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى