يسرا ابوعنيز تكتب: الاشاعة.. حرب غير معلنة

يسرا ابوعنيز – مع بدء تسيير الطائرات الأردنية،اعتباراً من يوم امس الثلاثاء، وذلك لكي تقوم بنقل أبناء الأردن من معظم دول العالم،من الطلبة، والزوار لتلك الدول سواء بهدف السياحة، او العلاج، او العمل قبل أن يجتاح العالم فايروس الكورونا.

ومع وصول الدفعة الأولى من الأردنيين لأرض الوطن يوم امس ،ونقل هؤلاء الأشخاص للحجر الصحي في فنادق البحر الميت،والذي سيستمر لمدة ١٤ يوما ،كاجراءت احترازية، وللتأكد من عدم اصابتهم بهذا الفايررس، وحتى يتسنى معرفة اذا ما كانوا من المصابين بهذا المرض، أم لا.

في هذه الظروف، ومثلها من الظروف الصعبة المشابهة، تكثر الإشاعات حول هذا الموضوع، لكون الاشاعة حرب سرية، وغير معلنة، كما أن نتائجها سلبية على أي مجتمع وخاصة في مثل هذه الظروف التي نمر بها، ونعيشها، لكونها تحارب كل الجهود المبذولة، والتي ستبذل للحد من هذا الفايروس.

ورغم أن الأردن، وبحمد الله، خلى منذ ما يقارب الثمانية أيام من وجود حالات جديدة، مصابة بهذا الفايروس اللعين،داخل المملكة، بالإضافة لتعافي مئات الحالات من المصابين، بل أننا استطعنا حصر المرض بالجهود الرسمية، ووعي المواطن،باستثناء تلك الحالات المصابة على الحدود لعدد من سائقي الشاحن

فبالرغم من كل هذه الجهود المبذولة، ورغم أن الأمور لم تتضح بعد حول وضع من عادوا الى أرض الوطن، حيث انه لم يتم نقلهم جميعا لغاية الآن، الا أن هناك فئة معينة، بدأت تبث سمومها وتنشر الإشاعات، وتصر على أن هذه الأعداد من العائدين الى الاردن سيعيدون الوضع الوبائي في المملكة الى بدايته.

 

وأيا كانت الأعداد التي ستصل المملكة خلال الأيام المقبلة، ووصلتها بالفعل، وأيا كان وضعها الوبائي، فنحن جميعا مطالبون للابتعاد عن هذه الإشاعات، حتى لا نجهض الجهود المبذولة في هذا المجال، وأن نستقي معلوماتنا من مصدرها، لأن صفحات التواصل الإجتماعي باتت تطلق تصريحاتها أكثر من المسؤولين في أي شأن.

كما أن بعض الأشخاص،قد اخذوا على عاتقهم البت في كثير من الأمور، والقضايا الحساسة،دون الالتفات لأي عقوبة قد يتعرضون لها من خلال اطلاق الشائعات الهدامة، والتي تضر ولا تنفع، وكأنهم من أصحاب العلاقة للبت في الكثير من الأمور، أو شهود عيان على هذه الأحداث، سواء في موضوع فايروس الكورونا، أو غيره متناسين أن الوضع في هذه الحالة،وفي هذه الظروف شديد الحساسية.

من هنا فإننا مطالبون للابتعاد عن هذه الإشاعات،ومحاربتها بكافة الطرق، وعدم إطلاقها في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، والعالم اجمع، لأنها كالنار في الهشيم، وقد تحطم كل الجهود المبذولة، وتحاربها، بل انها تقضي عليها.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى