ملفات حاضرة على أجندة الملك…..تتضمن أزمات اللجوء من القدس

لوقائع الإخبارية: الدولة الأردنيّة الراسخة البنيان والمنطلقات والمبادئ تدخل إلى مئويتها الثانية أشدّ عزماً وقوّةً وخبرةً بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وتكفي نظرة على التحديات التي مرّ بها الأردنّ منذ نشأته عروبيّاً يحمل فكر الهاشميين في الوحدة وتكامل الصّف العربيّ والانتصار لقضاياه العادلة والإنسانيّة، حتى يتجلّى العنوان العريض، ونحن نحتفل بعيد ميلاد جلالته التاسع والخمسين، في أنّ الأردنّ إنّما هو لكلّ العرب، منذ حكومة الشرق العربيّ والتئام النُّخب والسياسيين وأصحاب الفكر في عمَّان في عشرينيات القرن الماضي نحو المشروع النهضويّ، في ظلّ مباركة وطنيّة لنيل الحقوق، ومكاشفة أخويّة للمعاضل التي تقف بالضدّ من الحُلم الكبير الذي عملت له القيادة الأردنيّة بكلّ أنفاسها السياسيّة ومقترحاتها الحكيمة وسط أنواء المنطقة وأعاصيرها التي كانت وما تزال تلحّ على العالم، وتتطلّب صوت الحكمة والقراءة الواعية المستبصرة والثقة بالضمير الإنساني الأردني عبر تذكير جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاباته ورؤيته ونقاشاته وأفكاره الاستباقيّة التي ظلّ يستشرف بها استشراف الواعي للفرص في خضمّ إقليم ملتهب بالثنائيّات والصراعات الدينيّة والعِرقيّة والانحيازات المتطرّفة لصوت القتل والدّمار وترويع الآمنين والعُزَّل والأبرياء؛ وهي جوائح مسَّت الإنسان العربيّ تحديداً وما تزال تلقي بنارها في الإرهاب المبرمج الذي ما إن يجد له منفذاً أو انشغالاً بحلّ أزمات داخليّة وظروف مصيريّة، حتى يطلق صرخات الفقد والحزن، والأمثلة على ذلك كثيرة وما تزال تملأ الوجدان الإنسانيّ بتبعات كلّ هذا الوباء الفكريّ، الذي نبّهت على خطره «رسالة عمَّان» في وسطيّة الإسلام وسماحته وحريّة المعتقد المذهب والديانة فيه وقبول «الآخر» من منطلق المحبّة والإنجاز والأُخوّة والتكامل الإنسانيّ نحو إعمار الكون.
ولم يكن الإرهاب، الذي حذّر جلالة الملك عبدالله الثاني من خطره مبكّراً، الملفّ الوحيد على أجندة السياسة الأردنيّة، بل إنّ ملفّات متعددة ظلّت القيادة الحكيمة تراها غايةً في الأهميّة ولا مجال للتنازل عنها، وفي الطليعة منها ملفّ القدس والمقدسات الإسلاميّة وحقّ الشعب العربي الفلسطينيّ في نيل حقوقه وفق حلٍّ عادلٍ وواضحٍ بعد كلّ هذا الصّراع، ولذلك فالمبادئ ثابتة والمنطلقات واثقة، حتى مع مرونة الحلّ الإنسانيّ والرؤى الحكيمة في العالم لاقتناص فرص السّلام وتأكيد ثماره التنمويّة، ولعلّ جلالة الملك كان مبادراً إلى ذلك في كتابه القيّم «فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر»،.. وفي أوراقه النقاشيّة وخطاباته الثريّة ومحاور حديثه، في تكريماته المشرّفة العالميّة في مواضيع السّلام والفكر ورجل الدولة الباحث، وفي حضوره السريع وتفاعله مع كلّ القضايا المهمّة والمصيريّة والإنسانيّة في العالم.
وما يميّز جلالة الملك أنّه، ومع كلّ هذا الحضور السياسيّ، هو إنسانٌ صاحب مروءة ونخوة إنسانيّة لأبنائه الأردنيين ووطنه، ولأمّته العربيّة والإسلاميّة أيضاً؛ لأنّ الفكر الهاشميّ الذي تأسس عليه جلالته واقتبسه من مدرسة الهاشميين وإنسانيّتهم ووطنيّتهم وعروبتهم، هو فكرٌ بدا ماثلاً وقويّاً أمام سيول اللاجئين ومنكوبي الحروب وضعفائها الذين اكتووا بنارها، فكان الأردنّ بيتهم الدافئ وملاذهم الآمن بالرغم من شحّ الإمكانات وقلّة الموارد؛ وكان بلدنا بين الضغط الاقتصاديّ الصّعب ونداء الواجب، ولقد غلب الجانب الإنسانيّ لجلالة الملك والأردنيين على ظروفنا الاقتصاديّة، فكانت الاستضافة الكريمة التي لم يتبعها منٌّ ولا أذى، وكان الهاشميّون روادها على الدّوام.

وإذ يسير بلدنا اليوم متعافياً، بحمد الله من الجائحة الكونيّة التي ألمّت بالعالم والبلاد والعباد، وقد ضرب أروع الأمثلة في معالجة الأزمة والتفكير بحسٍّ وطني إنساني، فإنّنا على ثقة كبيرة بأنّ عيد ميلاد قائد الوطن هو عيدٌ لكلّ الأردنيين وفرحةٌ لهم، وهو الأمل بغدٍ زاهرٍ أكثر إشراقاً والاعتزاز بماضٍ أصيلٍ مشرّف والزهو بحاضرٍ ينعم فيه الإنسان والوطن بالقيادة الحكيمة لسليل آل البيت الأطهار عميد آل هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى