فرص عمل للأردنيين في السعودية… تفاصيل

قبل سنوات شكا العديد من الأردنيين الذين يعملون في دول الخليج العربي من تدني مستويات العمل نتيجة سياسة التوطين الوظيفي، وهذا بلا شك حق من حقوق الدول لتشغيل أبنائهم، وإن كانت المملكة العربية السعودية هي الحاضنة الأكبر لتوظيف الأردنيين، فقد شكل مشروع نيوم البحري نقطة تحول لمستقبل الأعمال والاستثمار المدعوم بالنظريات التكنولوجية المتجاوزة للمنطق الذي تعودت عليه البيئة العربية، والمشروع الأضخم على مستوى العالم العربي خرج للنور عبر شواطئ عذراء وجزر خلابة وشواطئ دافئة ورمال ساحرة ونمط سياحي مغاير عما يعرفه الجمهور، ولكن الأهم أنه مشاطئ للحدود البحرية مع الأردن

قبل أسابيع أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي البدء بمشروع «ذا لاين» وهو من ضمن الرؤية العامة لنيوم، ومثل ما جرى في المشروع الأكبر من تأسيس للبنية التحتية والتشغيل الكبير للأيدي العاملة من مهندسين ومصممين وعمال مهرة، فإن «ذا لاين» سيكون آخر صرعة في عالم مدن المستقبل النظيفة، وآخر حدود المشروع الذي يمتد بطول 170 كيلومترا سيكون على تخوم جبال العقبة، وهذه فرصة عظيمة لتعيد عجلة التشغيل لآلاف الأيدي الأردنية الماهرة للعمل فيها، مدعومة بالجوار الجغرافي والمسافة القريبة عبر الطريق الجنوبي

في السعودية ومن تجربة خاصة مع الإدارة العليا في هرم الحكم، فإن الأردنيين عموما لهم مكانة خاصة لدى السعوديين وهم يعتمدون على تجارب طويلة مع الكثير من الشخصيات أو الموظفين بمختلف أماكنهم، ويصفونهم بأنهم أفضل نمط سلوكي وعملي واحترافي مدعوم بأخلاق عالية وأمانة، وهذا ليس ترويجا لأحد، ولكن بالفعل فالأردنيون يسجلون أسهمهم الأخلاقية والعملية على رأس القائمة أكانوا في السعودية أو أي دولة أخرى وبندية وموثوقية، وهذا ما يبحث عنه المسؤولون مع اقتراب عجلة العمل في مشاريع شمال غرب المملكة وفي مشاريع البحر الأحمر

وهذه فرصة لا يمكن تفويتها مع الانحباس الوظيفي في الأردن وتفاقم معدلات البطالة، وإذا كان رئيس الوزراء يتطلع لتوفير دخول قطاع البناء والمقاولات على الأرض العراقية عقب زيارته لبغداد، فإن ما نراه لن يكون حلماً قريباً، ولكن ما هو أقرب وأكثر آماناً ما زال في طور النمو العملاق منذ ثلاث سنوات، وهذا يتطلب تحركاً سريعاً من الحكومة لمفاتحة الأشقاء في السعودية الذين يحتاجون إلى ما يزيد على مئة ألف موظف وعامل خلال المرحلة الأولى من مهندسين وعمالة ماهرة بمختلف تخصصاتهم

أعتقد جازماً لو أن تحركات الحكومات السابقة والحالية والوزراء المعنيين تتجاوز حدود مكاتبهم وجلساتهم الى التوجه نحو الدول الأخرى وتقديم الخبرات المهنية الأردنية لنظرائهم في الدول الشقيقة، لرأينا آلاف العاملين مجدداً في السوق السعودي والقطري وغيرهم، ولنا في مجموعات من أطبائنا النطاسيين الذين يعملون في مستشفيات المنطقة الشمالية بالسعودية وأقربها القريات، خير مثال، فهم يذهبون لأيام في الأسبوع ويجرون عمليات بمختلف الجراحات ويعودون لعمان بوقت لا يستغرق أكثر من خمس ساعات

من هنا عليكم أن تتحركوا لإعادة عجلة العمل، فقد بات اليأس عنواناً لكل حلم أشبعتمونا إياه كوابيساً

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى