محمد بن راشد يكرّم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة 2022

الإمارات ماضية بقيادة خليفة في اتخاذ خطوات مهمة لدفع أجندة الاستدامة العالمية وتحفيز التنمية الاقتصادية والبشرية".

كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” الفائزين العشرة بجائزة زايد للاستدامة ضمن دورتها للعام 2022 يوم الإثنين الموافق 17 يناير، وذلك بحضور عدد من رؤساء وقادة الدول الصديقة وذلك خلال حفل توزيع الجوائز السنوي الذي أقيم اليوم /الاثنين/ في “إكسبو 2020 دبي” تزامنا مع الافتتاح الرسمي لـ “أسبوع أبوظبي للاستدامة”.

ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الحفل الذي حضره سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، التهنئة إلى الفائزين بالجائزة عن فئاتها الخمس ضمن هذه الدورة، مؤكدا أهمية إسهامهم في الارتقاء بمستوى التطلعات وتعزيز جهود التنمية المستدامة ضمن مجتمعاتهم.

وشدد سموه على أن دولة الإمارات ماضية بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في اتخاذ خطوات مهمة لدفع أجندة الاستدامة العالمية وتحفيز التنمية الاقتصادية والبشرية، منوها بمواصلة جائزة زايد للاستدامة في هذه الجهود بهدف السعي للتخفيف من الأعباء الحياتية وتحسين الظروف المعيشية عبر تكريم المشاريع التي تمتلك مقومات التأثير والابتكار وتوفير منصة لتعزيز الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين.

وثمن سموه عاليا رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجائزة زايد للاستدامة، بما لما لتوجيهاته السديدة من أثر إيجابي كبير في تحقيق أهداف الجائزة وتحويلها إلى إنجازات تعزز مجالات الاستدامة وتحدث تأثيرا إيجابيا ملموسا في حياة الملايين حول العالم.

وأكد سموه أن الرؤية بعيدة المدى والإرث الغني للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان حافزا لتشجيع الملايين من رواد الاستدامة حول العالم على مدى السنوات الـ 14 الماضية، ما مهد الطريق للارتقاء بالجائزة إلى آفاق جديدة وتوسيع نطاقها وتنويع مستويات تركيزها لتغدو اليوم جائزة شاملة ومتكاملة.

وشدد سموه على أهمية تعزيز دور الشباب كقوة دافعة لجهود التنمية المستدامة في المستقبل، وتأهيل قادة الغد وتمكينهم من لعب دور أكبر وأكثر فاعلية لكي يكونوا مساهمين في تحقيق التنمية الشاملة وضمن مختلف القطاعات في عالم يشهد تغييرات متسارعة، مشيدا سموه بمستوى المشاريع التي اقترحها الطلاب ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية في الجائزة وما تحمله من رؤى وأفكار متطورة.

شهد حفل توزيع الجوائز السنوي الثالث عشر لجائزة زايد للاستدامة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة و سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وعدد من كبار المسؤولين وفائزين سابقين والمرشحين النهائيين لدورة 2022 للجائزة تضافر الجهود.

وتشكل استضافة حفل توزيع الجوائز في إكسبو 2020، إلى جانب الإعلان عن مبادئ الخمسين الذي ترافق مع احتفال دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي خلال الشهر الماضي، أرضية مثالية لجوائز هذا العام، حيث تتضافر جميع هذه الجهود الوطنية من أجل تحقيق هدف واحد يتمثل في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.

وتعاونت جائزة زايد للاستدامة وأسبوع أبوظبي للاستدامة مع إكسبو 2020 دبي لاستضافة افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة ومراسم توزيع جوائز الدورة الثالثة عشرة من الجائزة، وأقيم كلاهما صباح اليوم بمركز دبي للمعارض.

وتكرم الجائزة العالمية السنوية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات، الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية التي تقدم حلولا مستدامة تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والأفكار الملهمة.

ومنذ عام 2008، ساهمت المشاريع المبتكرة التي قدمها الفائزون السابقون الـ 86 بالجائزة في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 370 مليون ضمن 150 دولة.

وتقدم الجائزة للفائزين ضمن فئات الصحة والغذاء والمياه والطاقة منحة تبلغ 600 ألف دولار، فيما يحصل ستة فائزين ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية على منحة مقدارها 100 ألف دولار.

الفائزون

في فئة الصحة، فازت شركة “ماموتيست” الأرجنتينية بالجائزة وذلك لجهودها في توفير خدمات التشخيص وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة بواسطة الأشعة وتحليل البيانات عن بعد.

و تقوم الشركة حاليا بنشر مراكز توفر رعاية صحية عالية الجودة لنحو 583 ألف مريضة بسرطان الثدي، ولديها خطط لتوسيع نطاق خدماتها لتشمل أكثر من مليون شخص على مدى خمس سنوات.

وتتميز “ماموتيست” أيضا بحرصها على متابعة حالة المرضى، حيث إن 87% من النساء المصابات بسرطان الثدي لديهن فرصة الحصول على العلاج في الوقت المناسب وإنقاذ حياتهن.. فيما نجحت الشركة في إجراء أكثر من 5000 تشخيص حتى الآن وساهمت في نشر الوعي بين ملايين النساء.

ونالت “اس فور اس تكنولوجيز”، من الهند، جائزة فئة الغذاء لجهودها الملموسة في مجال أنظمة حفظ الأغذية وأنظمة التجفيف. وتسهم الشركة حاليا في إحداث تأثير مباشر في حياة نحو 36 ألف شخص وتخطط لتوسيع نطاق التأثير ليشمل 10 ملايين شخص على مدار خمس سنوات.

وتلتزم الشركة بتمكين المرأة الريفية وتسخير التكنولوجيا الحديثة للحد من هدر الطعام وتحسين دخل المزارعين ونشر التكنولوجيا التي تعمل بالطاقة الشمسية لمساعدة المزارعات على زيادة أرباحهن.

وكجزء من التزامها بدعم التوازن بين الجنسين، وتعزيز الفرص الاقتصادية، أسهمت الشركة في توفير دخل إضافي لـ 455 مزارعة تحولن إلى رائدات أعمال ناشئات، مما زاد أرباحهن بنسبة تتراوح بين 50 إلى 200% سنويا.

وضمن فئة الطاقة، حصلت شركة “سولشير” التي تتخذ من بنغلاديش مقرا لها على الجائزة بعد أن قامت بتركيب أول شبكة مصغرة لتبادل الطاقة من نقطة إلى أخرى من أجل توزيع الكهرباء بشكل أكثر كفاءة ضمن المجتمعات الريفية في بنغلاديش.

وفازت الشركة بجائزة 2022 لجهودها في إدارة الطاقة كونها تخدم حاليا أكثر من 35 ألف شخص ولديها خطط للتوسع للوصول إلى مليوني شخص في السنوات الخمس المقبلة.

وتسهم “سولشير” في تمكين أكثر من 1000 أسرة من الحصول على أكثر من 85 ميجاواط ساعي من الطاقة النظيفة الإضافية وتخدم حوالي 500 من رواد الأعمال بالاستفادة من خدماتها داخل شبكاتهم، منهم 25% من النساء اللواتي حققن مداخيل مرتفعة نتيجة لذلك.

وحصدت “ووتروم”، وهي من الشركات الصغيرة والمتوسطة من سنغافورة، جائزة فئة المياه لالتزامها بالتصدي للتحدي العالمي المتمثل في الحد من المياه الملوثة من خلال توفير مرشحات مياه محمولة لخدمة المجتمعات المتضررة من الكوارث والمجتمعات الريفية.

وتم نشر حلول “ووتروم” في أكثر من 38 دولة، ما يسهم في توفير مياه شرب آمنة لأكثر من 150 ألف شخص بشكل يومي وتهدف الشركة للوصول إلى مليون شخص خلال خمسة أعوام.

تحفيز النمو

وفي هذه المناسبة، قال فخامة أولافور راغنار غريمسون، الرئيس السابق لجمهورية آيسلندا، رئيس لجنة تحكيم الجائزة: “تميزت المشاريع الفائزة هذا العام بمستواها العالي من حيث الابتكار والرؤية المتفردة وآفاق التوسع الواعدة التي حددها الفائزون، حيث يتطلع رواد الاستدامة في العالم لبناء المستقبل بعزيمة وتصميم أكبر على مواجهة التحديات.. و نحن واثقون من أن جميع الفائزين سيضعون الدعامة الأساسية لتحفيز النمو الاقتصادي ضمن المجتمعات المتضررة وتحقيق التطور المنشود في المستقبل، سواء على مستوى البيئة المحلية التي يعمل فيها الفائزون أو خارجها، وفي الوقت نفسه المساهمة بشكل فاعل في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الرئيسية”.

إلى ذلك، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مدير عام جائزة زايد للاستدامة: “تماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة وانسجاما مع الإرث الراسخ للشيخ زايد “طيب الله ثراه”، تواصل جائزة زايد للاستدامة جهودها في إحداث تأثير إيجابي ملموس وطويل الأمد ضمن العديد من المجتمعات حول العالم.. وساهمت هذه الجهود على مدى أكثر من عشر سنوات في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال الاستدامة، كما اكتسبت الجائزة مكانة عالمية رائدة كداعمة للتغيير الإيجابي، وساهمت في تحسين حياة أكثر من 370 مليون شخص حتى الآن”.

وأكد معاليه أن استضافة حفل توزيع جائزة زايد للاستدامة إلى جانب افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي يعكس التزام دولة الإمارات بتوحيد الجهود والتنمية المستدامة والعمل الإنساني، كما تجسد هذه الخطوة النهج التقدمي للدولة وسعيها المستمر لتكون نموذجا للتنمية الاقتصادية الشاملة.

وأشار إلى أنه بفضل جهود الفائزين بالجائزة الذين وصل عددهم إلى 96 فائزا، والتزامهم المشترك ببناء عالم أفضل، تم توفير الإنارة للعديد من المجتمعات التي كانت تعيش في الظلام من خلال توفير مصابيح الإضاءة الشمسية، وحصل ملايين الأطفال على مياه شرب آمنة، كما أسهمت جهودهم في مكافحة الجوع وسوء التغذية من خلال توفير حلول غذائية مستدامة وكذلك تحسين وسائل الرعاية الصحية التي تخدم في إنقاذ حياة السكان في عدد من المناطق النائية حول العالم.

وأكد معاليه التأثير الكبير والانتشار الجغرافي الذي حققته الجائزة من خلال مبادرة “ما بعد 2020” الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات، حيث يتم التبرع بحلول وتقنيات مستدامة، طورها الفائزون السابقون والمرشحون النهائيون، لدعم مجتمعات محددة في مناطق مختلفة من العالم بالتعاون مع العديد من الشركاء والمؤسسات الرائدة محليا ودوليا.

الشباب ومستقبل الاستدامة

وضمن فئة المدارس الثانوية العالمية، والتي تمنح جائزتها لست مدارس تمثل مناطق مختلفة من العالم، لما تقدمه من اقتراحات لتطوير أو تعزيز حل قامت بتطويره ضمن المدرسة أو المجتمع المحلي. وتهدف هذه الفئة، التي تم إدراجها ضمن الجائزة في عام 2012، إلى تحفيز الشباب ليكونوا روادا ومبتكرين ونشطاء في مجال الاستدامة.

ونال الجائزة ضمن هذه الفئة هذا العام كل من مدرسة “معهد إيبيريا” /جمهورية الدومنيكان/ عن منطقة الأمريكيتين ومدرسة “ليسيو يوروبيو” /إسبانيا/ عن منطقة أوروبا وآسيا الوسطى ومدرسة “ايسترن ميديترينيان الدولية” /إسرائيل/ عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدرسة “سيدنا أبو بكر الثانوية” /أوغندا/ عن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ ومدرسة “هيرا” /المالديف/ عن منطقة جنوب آسيا وأخيرا مدرسة ” يو دبليو سي اي اس كي” /اليابان/ عن منطقة شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى