طفلة بقيت يومين بجانب جثة أمها العفنة….. ماذا سيحدث للطفلة نفسيا بعد بقائها بجوار جثة والدتها المتحللة؟

اعتادت الطفلة ذات الأربعة أعوام على اللهو واللعب مع والدتها وسط تصاعد ابتسامتها وضحكاتها البريئة الجميلة، ليفاجئها القدر برحيل والدتها بشكل مبكر لتظل بجوار جثتها داخل منزلهما بالغردقة، دون أن تدري أنها توفيت حتى تعفنت الجثة وكان في اعتقادها أن أمها نائمة فقط، فلم يعِ عقلها الصغير حجم الكارثة إلى أن اكتشفت خالتها الأمر.

 

ذهول ورعب وحزن أيضا أصابا شقيقة الراحلة «إيمان» بعد غيابها يومين دون أي اتصال ورد الطفلة الصغيرة دائما على الهاتف بدلا منها لتقول إن أمها نائمة، لتجد أن جثة شقيقتها متعفنة وملقاة على الأرض وتنزف دمًا في أنفها وأذنها، وتنقذ العناية الإلهية الطفلة الصغيرة من المصير المظلم.

 

وعن التأثير النفسي الذي ستشعر به الطفلة الصغيرة جراء تلك الصدمة، شرح الدكتور وليد هندي الاستشاري النفسي لـ«الوطن»، أن الأمر محزن وسيلازم الطفلة طوال حياتها ، فعندما ماتت الأم وتحللت جثتها كانت طفلتها في عمر 4 سنوات، وهو عمر الإدراك والاستكشاف والخبرة البصرية والحسية، وتظل الذاكرة الخاصة بتلك المرحلة العمرية طويلة الأمد وأثرها النفسي يمتد طوال مراحل العمر.

ووفقًا للطبيب النفسي، ستصاب الطفلة الصغيرة بـ12 أثرًا نفسيًا نتيجة الأزمة التي تعرضت لها، كالآتي:

– بصفة أولية ستصاب بالصدمة النفسية، ويظل الأثر النفسي للواقعة المحزنة مؤثر على سلوكياتها الاجتماعية.

–  ستمر الطفلة بمرحلة ذهول وانفصام عن الواقع واستدرار الألم النفسي.

– ستصاب بنوبات متتالية من البكاء.

– ستصاب الطفلة بعد جلوسها بجوار جثة والدتها المتحللة بما يعرف باسم الخرس الاختياري، «مش هتتكلم مش لأنها عايزة كدة ولكن الصدمة النفسية هتأثر عليها وهتخليها مش فاقدة للكلام».

– تبول لا إرادي.

– كوابيس وأحلام مزعجة.

– في بعض الأحيان قد يحدث لديها سلوكيات انسحابية مثل مص الأصابع.

– شعور بالوحدة النفسية .

– الفزع إذا نامت لوحدها، أو الفزع من الظلام .

–  ويقول الدكتور «وليد»: «مع أي رائحة كريهة هتشمها البنت هتستدر بيها نفس خبرة الجثة المتحللة لأنه هيبقى عندها ارتباط شرطي بين الصدمة النفسية والروائح الكريهة».

– القلق من الموت، أي أن كل ما هو متعلق بالموت سيحدث لديها هزة وصدمة نفسية: «لو مرت بأي حاجة ليها علاقة بالموت زي مراسم الدفن مثلا هيحصل عندها صدمة نفسية طبعا، ومش هتقدر تمشي في أي جنازة وده شعور بيعجل بوفاة صاحبه».

– من الممكن في مرحلة عمرية متقدمة يحدث لدى الطفلة عزوف عن المشاركات الاجتماعية والشعور الدائم بالكآبة النفسية ونوبات متتالية من الاكتئاب.

– في أحيان كثيرة عندما تصل الطفلة إلى مرحلة المراهقة  قد ينتابها هلاوس سمعية أو بصرية في صورة الجثة المتحللة و«ممكن تلاقي صوت بيكلمها على هيئة الجثة المتحللة أو شايفاها أدامها هتبقى رؤية غير مفسرة، وهتحتاج طبعا تروح لحد متخصص».

– قد تصاب بالتعلثم (اضطرابات كلام)، بالإضافة إلى صعوبة في التكيف الاجتماعي «إنها تتخطب وتتجوز ويكون عندها أصدقاء دائمين».

نصائح لتجاوز الطفلة نفسيا رؤية جثة والدتها المتحللة

وقدم الدكتور «وليد» نصائح كي تتعافى الطفلة نفسيا مما عاشته خلال اليومين الماضيين كما يلي:

– أولا الذهاب إلى متخصص مهني حتى يمتص مشاهر الصدمة النفسية  لديها.

– لابد أن يكون هناك  احتواء وحنان ودفء عاطفي من المقربين، وتذهب إلى أحد يحبها من الأقارب ويبث فيها مشاعر الحب والحنان.

– لابد أن تغير الطفلة مكان إقامتها الذي شهد واقعة تحلل جثة والدتها.

– يجب أن تمارس الطفلة النشاط الاستزراعي مثل زارعة الحلبة والفول.

– يفضل أن يكون معها حيوان أليف مثل قطة مثلا أو سلحفاة تعطي لها نوعا من المؤانسة.

وأكد استشاري الصحة النفسية أنه لابد أن لا تتعرض الطفلة لأي نوع من أنواع الضغوط: «محدش يزعقلها متقعدش في مكان ضلمة ومتنامش لوحدها، نهتم بالتغذية وتمارس الأنشطة الفنية زي الرسم علشان تسقط كل مشاعرها الداخلية من خلال الرسم الإسقاطي».

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى