موسم الزيتون

يسرا ابوعنيز – صورة من اجمل صور التكافل الاجتماعي في المجتمع الأردني، ودليل واضح على حب الخير بين الناس، والتآلف بين افراده، هي تلك التي ترافق موسم قطف الزيتون في القرى، والارياف في المملكة.

ويأتي موسم الخير، موسم قطف الزيتون في كل عام، ليقرب الناس من بعضهم البعض، حتى وإن كانوا ممن هجروا القرى، وشدوا الرحال الى المدن الكبرى، غير أن هذا الموسم يعيدهم دوما الى مسقط رأسهم،يجتمعون على مائدة واحدة، ويتسامرون مع بعضهم،ويتبادلون الحديث في كل شيء.

في كل عام تجتمع هذه الأسر، في هذا الموسم، وكأنه يوماً لأحد الاعياد والمناسبات الإجتماعية، يجتمع هؤلاء في موسمهم، يساعدهم فيه الاهل والأقارب والجيران والأصدقاء، يتبادلون الابتسامات، والضيافة والطعام، هدفهم في هذا الموسم وهمهم واحد.

يتبادل الناس في هذا الموسم، ادوات قطف الزيتون، ويتسابق الجيران بتقديم الضيافة لهؤلاء اضافة للمساعدة في عملهم، والذي لا يتوقف على قطف الزيتون فحسب، بل يسبقه تنظيف الأرض من الأعشاب الجافة، وما تراكم من نفايات وحرقها، وكذلك تقنيب الأشجار، املين بموسم افضل في السنوات المقبلة.

وفي موسم الخير، موسم قطف الزيتون،وبخاصة في القرى، والمناطق الريفية يصل الناس بعضهم بعضاً، كما يصلون ارحامهم، واقاربهم، وذلك بهدف توزيع زكاة ما انتجته اشجار الزيتون، من زيت، كما انهم حتما لا ينسون اخوانهم المغتربين من الجنسيات العربية الأخرى.

وبعد عملية القطاف، والتي قد تستمر اكثر من شهر لدى بعضهم،وقد تستمر لأسابيع، ولا وذلك بحسب مساحة الأراضي التي يملكونها،والتي تكون مزروعة باشجار الزيتون، وبحسب الفزعات من قبل المحيطين بهم، او مساعدة الأقارب لهم، تبدأ السيدات،وبخاصة كبيرات السن بعمل الكعك، والزلابية، باستخدام زيت الزيتون الجديد، وتوزيعها على الجيران، والأقارب، حيث أن مثل هذا الطقس يرافق عملية قطف، وعصر الزيتون سنويا في معظم القرى في الشمال الأردني.

لكل هذا استحق موسم قطف الزيتون، وعصره، في القرى والارياف في الأردن، اسم موسم الخير، كما أن هذا الموسم يجب ان يكون عيدا، وذلك لاجتماع الاهل والأقارب ،والجيران، وتواصلهم مع بعضهم كما يحدث في الأعياد السنوية، والمناسبات العائلية.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى