التدخين وأضراره على الكلى والمسالك البولية والتناسلية

من المعروف بأن ما يقارب من مليار انسان حول العالم لا يزالون من المدخنين، وتقريبا 6 مليون انسان يموتون سنوياً ويكون الدخان السبب الرئيس للوفاة.

كما أثبتت الدراسات الجديدة بأن المدخنين فرصهم أعلى للتعرض لسرطانات الكلى والمسالك البولية مما كان يعتقد سابقا. كذلك أثبتت الدراسات بأن نسبة الاصابة بسرطانات المثانة عند النساء المدخنات هي نفسها لدى الرجال المدخنين (50%)، وأن ازدياد نسبة الاصابة بسرطانات المثانة عند النساء سببه المباشر انتشار ظاهرة التدخين لدى النساء في العالم، وبالتالي فإن التوقف عن التدخين  تصاحبه فرصة اقل للاصابة بسرطان المثانة البولية.

بالاضافة الى ما سبق، فإن التدخين يؤثر على أمور أخرى عديدة، منها على سبيل المثال، الصحة الانجابية (العقم), والقدرة الجنسية لدى الذكور. كما أن للتدخين عدة مضاعفات خطيرة لدى النساء الحوامل كالولادة المبكرة وإنفصال المشيمة وموت الاطفال حديثي الولادة والإجهاض والحمل خارج الرحم. كما يقلل التدخين من فاعلية الانسولين وبالتالي يؤدي الى إصابة 30-40% من المدخنين بالسكري (Type 2 Diabetes Mellitus).

إذا لماذا يستمر الإنسان في التدخين؟ الهدف هو الحصول على مادة النيكوتين الموجودة في أوراق التبغ، وهي مادة تسبب الإدمان وليست خالية من الاضرار، حيث أنها مسؤولة أيضا عن إرتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. أضف الى ذلك أن حرق التبغ يؤدي الى توليد حرارة مقدارها من 800-900 درجة مئوية،, وهذا ينتج مواد تقدر عددها بما يزيد عن 5000 مادة كيماوية مسرطنة، عدا عن النيكوتين، وهي موجودة في السيجارة العادية والشيشة (الأرجيلة) والغليون والسيجار.

لذلك فإن الابتعاد عن التدخين والإقلاع عنه هو الخيار الافضل للإنسان.

لكن هناك فئة من المدخنين لا يستطيعون التوقف عن التدخين وذلك لأسباب عديدة ومتنوعة. هنا يمكن التحول الى منتجات أخرى بديلة يمكن أن تكون اقل ضررا وذلك كمرحلة انتقالية فقط على طريق الإقلاع النهائي. من هذه المنتجات يوجد بدائل تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ بدرجة حرارة لا تتعدى 350 درجة مئوية وليس حرقه كما ذكرت سابقا، وهذا يعطي المدخن نفس تجربة التدخين التقليدية.

وأخيرا بالرغم من أن تسخين التبغ لا يخلو نهائيا من المخاطر لكنها تشكل بديلا أفضل للمدخنين الذين يريدون تخفيف أضراره أو الإقلاع عن التدخين نهائيا، علما بأن الخيار الأصح والأفضل للجميع هو الإقلاع نهائيا عن التدخين. حفظ الله الجميع من شر هذه الآفة.

 

بقلم د. وصفي شعبان

مستشار جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية وزراعة الأعضاء

عمان-الأردن

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى