فرن يديره 3 أشقاء سوريين من الصم والبكم…… سلاحهم الارادة ولغة الإشارة

لا يستطيعون التحدث أو الاستماع إلى أحد، ولكنهم يعرفون جيدًا ما يحتاجه الشخص قبل أن يتفوه بأي كلمة، سلاحهم في الحياة لغة الإشارة والإرادة، والفرن الذي يعملون فيه هو المكان الوحيد الذي يشعرهم بحريتهم وأنهم يمتلكون العالم، ورغم أن عمال الأفران وخبز العجين مهنة تقليدية، إلا أن الأشقاء الثلاثة «خالد ووليد ومحمد» استطاعوا أن يجذبوا الزبائن إليهم بمذاق أكلهم المميز، وتحول الفرن إلى أشهر مكان سياحي في سوريا يتهافت عليه السائحون من مختلف أنحاء العالم؛ كي يروا قصة تحدي ثلاثة أشقاء لإعاقتهم وتغلبهم على الصعاب.

 

تحكي «مها أم محمد» أن زوجها «خالد» وأشقائه وليد ومحمد، أسسا فرن «العادل» منذ 42 عامًا، في منطقة «بلودان» بالعاصمة السورية «دمشق»: «أنا بشتغل في الفرن مع زوجي خالد وأخواته، وهما التلاتة من مصابي الصم والبكم، وأنا مسئولة عن الإدارة مع زوجة شقيق خالد، ودائمًا معاهم وبنتعامل مع الزبائن وكلهم عارفينا وبيحبوا يجولنا ومش من سوريا بس لا من بلاد تانية كتيرفرن العادل عمره 42 عاما

اعتاد «خالد» الشقيق الأكبر على العمل بالفرن منذ كان عمره 10 سنوات إلى أن أتقن الصنعة بشكل جيد: «لما كان خالد عمره 23 سنة، أهله فكروا أنهم يشتروا الفرن بعد ما عرضه أصحابه للبيع، وباعوا بيتهم علشان يقدروا يكبروا الفرن، والحمدلله الفرن دلوقتي الأول في منطقة وزبائن كتير عارفنا»، بحسب حديث «مها» لـ«الوطن»زوجة أحد الأشقاء تتولى الإدارة والمحاسبة

تغلب الأشقاء الثلاثة على إعاقتهم التي أصبحت عاملًا في جذب الناس إليهم، فكلهم يريدون شراء المخبوزات المختلفة من الأشقاء ذوي القدرات الخاصة الذين تحدوا الظروف وكافحوا في الحياة، الشقيق الأصغر «محمد» هو الوحيد المتعلم ويتعامل مع الزبائن بالكتابة، بينما يتعامل أشقاؤه بلغة الإشارة في صمت، فيما تتولى «مها» الإدارة والمحاسبة وشراء كل المواد اللازمة للعمل: « الإعاقة لازمت الأشقاء الثلاثة منذ الولادة، وسبب امتلاكهم للفرن أن عائلتهم أرادت أن يكون لهم مشروعًا خاصًا لا يحتاجون فيه إلى أحد لأن الكثيرين لا يتقنون لغة الإشارة وبالتالي التواصل صعبًا، ويمكن للزبائن التواصل أيضًا عبر الواتساب ويقرأها الأخ الأصغر، كما أنه لديهم عامل أخر يجيد بغة الإشارة ومتعلم وبالتالي سهولة التعامل مع الزبائن»بسبب فترة الحرب الأخيرة اضطر الفرن للتوقف عن العمل لمدة طويلة، إلا أنه عاود العمل مرة أخرى ويحاول الأشقاء الثلاثة استجماع قواهم لاستعادة مكانة الفرن مرة أخرى ويساعدهم في ذلك العديد من من الزبائن الذين يأتون خصيصًا من البلدان الأخرى كي يتذوقوا أشهى المعجنات والمخبوزات..».

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى