نبي الله في بيته… تعرف على قطع الأثاث التي زينت منزل الرسول

يبحث غالبية المسلمين في شهر رمضان الكريم، عن قصص من التاريخ الإسلامي، لقرائتها من أجل تقوية ثقافتهم الدينية، مستغلين الطقوس الروحانية لهذا الشهر.

 

جاء في  مقتطفات من كتاب «الرسول في بيته» لكاتبه الدكتور عبد العظيم الديب، والذي يحكي خلاله عن وصف بيوت النبي محمد، وألوان ملابسه وكيفية إرتدائها وخلعها، وغير ذلك من الجوانب الغير معروفة عن نبي الرحمة.

ذكر في تقارير سابقة عن بيوت النبي والتي كانت تنقسم إلى ما بين بيت واحد في مكة المكرمة وعدة أبيات بعدد أزواجه في المدينة المنورة،كما تناولنا صفة هذه البيوت والتي سنستكملها في هذا التقرير الحديث عن أثاثها.

 

أثاث بيت النبي

 

وبعد أن رأينا صورة بيت رسول الله، وعرفنا شكله ومكانه، سنحاول أن نراه من الداخل، ولعل أول ما تقع عليه العين عندما تدخل البيت، هو الأثاث، ومن هنا سنحاول أن نضع أعيننا على أثاث بيت رسول الله وفراشه.

 

عن عائشة -رضى الله عنها- قالت:«إنما كان فراش رسول الله الذي ينام عليه من آدم حشوه ليف»، والآدم بفتحتين جمع آديم وهو الجلد، ووصفت الفراش بأنه الذي ينام عليه، حتى لا يتوهم أنه للجلوس، أو لتفيد أنه للآمرين معًا.

 

وسُئلت حفظة:«ما كان فراش رسول الله في بيتك؟»، قالت:«مسحة نثنيه ثنيتين، فينام عليه – والمسح فراش خشن من صوف- فلما كان ذات ليلة قلت: لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له، فثنيناه بأربع ثنيات، فلما أصبح قال:«ما فرشتموني الليلة؟» قالت:«هو فراشك إلا أنا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا هو أوطأ لك»، قال:«ردوه لحالته الأولى، فإنه منعتني وطأته صلاتي الليلة».

 

وفي حديث ابن عباس الذي يصف فيه صلاة الرسول بالليل، في الليلة التي بات فيها معه عند خالته ميمونة أم المؤمنين – رضي الله عنها- في هذا الحديث يقول ابن عباس:«قام رسول الله إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فهنا أضاف ابن عباس إلى الأثاث «شنا» وهو عبارة عن القربة الخلق الصغيرة.

 

وفي الحديث المتفق عليه الذي قدمناه عن عائشة أنه كان يصلي في الليل، وهي بينه وبين القبلة على السرير، فهذا السرير كان خشبات مشدودة بالليف، يبعث زمن بني أمية، فأشتراها رجل بأربعة آلاف درهم، كما قال ابن قتيبة.

 

ولا منافاة بين قول عائشة السابق:«كان فراشه من آدم حشوه ليف» وبين ذكر السرير، فقد يكون السرير استحدث فيما بعد، بل لا مانع من وجودهما معًا.

 

وفيما رواه الشيخان ابن عباس -رضى الله عنهما- قال عمر:«جئت، فإذا برسول الله في مشربة (أي غرفة) وإنه لعلى حصير، ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظًا مضبورًا (أي مجموعًا يدبغ به) وعند رأسه أهب معلقة (أي جلود).

 

وأضافت هذه الرواية إلى الأثاث السابق حصيرًا وجلودًا معدة للدباع وقرظًا يدبغ به، ولكن المؤكد أن هذا الأثاث لم يكن حيث يعيش رسول الله حياته اليومية، فالمعروف أنه كان يبغض الروائح الكريهة، فكيف يطيق الأهب التي تدبغ والقرظ، وإنما كان ذلك في الخزانة التي اعتزل فيها النبي نساءه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى